الموقع الرسمي لواوضيض ماجدة

الموقع الرسمي لواوضيض ماجدة

| قصص

بحر بلا أمواج

تاليف/واوضيض ماجدة

 

 

 https://static.onlc.eu/ouaoudidNDD//131518777830.jpg


بحر بلا أمواج...قصة تعبر عن السكون الذي يخيم على الأجواء...صمت رهيب يجول في المكان حتى نسمات الهواء لا تسمعها تلك الفتاة..فتاة تدعى كاترين هدوء يسيطر على مخيلتها أمام بحر بلا أمواج واقفة تنتظر وتنظر متى تأتي الأخبار.....لاجواب...اخدت تفكر وتحلم متى يأتي والدها من اللامكان بعد أن توفيت والدتها وتزوج امرأة أخرى وقرر الرحيل عن البلاد وتركها لدى زوجته الثانية" تارا"   وهي بنت الخامسة في تفكير عميق تنتظر متى أن يأتي ويبعدها من العذاب الذي تعيش فيه ظلم...وضرب...وعذاب إلى أن بلغت سن التاسعة عشرة وفرت من المنزل حينها لجأت إلى بيت جنب البحر...ذكريات طفولتها القصيرة هناك لا تنتهي مع والدها...حتى أبحرت في عمق الخيال وهي جالسة على الرمال وفي طول انتظار بمرور الدقائق التي تسبقها الساعات تشابكت الغيوم وبدأت تهطل هطول الرعب عليها أيقظتها قطراتها من خيال عميق لم تعلم وقتها دموع من وهي تقول" في ذهنها أهي دموعي أم دموع السماء ؟؟!! أحس الآن أنني في أحضان والدي وأنا طفلة ابكي وهو يخفف عني أحزاني آه...آه...ياليته كان بجانبي هذه هي وقفتي مع حياتي كانت هي البحر الهادئ الصامت والغاضب أحيانا أفاعي الحزن تلسع داخلها والشوق يعمي حياتها بانتظار من أعطاها الدفء والحنان منذ صغرها...وبتلك القطرات التي تنزل من الغيوم الفتاة قررت الدخول إلى البيت الحزين وبذكريات الرحيل والعذاب الطويل اخدت كأسا ماء تشربه ودخلت إلى غرفتها لكي تستريح بعد جلوس طويل أمام بحر بلا أمواج وصوته الرهيب الذي يخيم على جو ساكن وصامت من بعيد وحيدة في اللامكان حينها بدأت الشمس في الغروب والظلام حولها يحوم والغرفة مضيئة فقط بالشموع والحياة روعة بالنسبة لعينيها أمام نافذة كالشاشة التي تظهر البحر في هدوئه والرمال الذهبية التي تتطاير في الأرجاء وأصوات الريح التي تسمعها كل ليلية من لياليها المظلمة في الخارج وصوت البحر الهائج بدون أمواج تنهدت الفتاة ولازمت الفراش بالنسبة لها لا نوم يلازمها ولا أحلام تراودها بعد يوم طويل نامت الفتاة بدون التفكير في المعاناة...وفي الصباح الباكر كعادتها وقبل تناولها الفطور ترتدي بدلتها الرياضية لتركض بجانب البحر لتنسى أحزانها وهي تقول "أنا هي البحر...أنا بحر من الأحزان

أنا بحر تراوده الأحلام

 

أنا بحر في جوفه غريقة في الأعماق

 

أنا بحر لا تعشقني الأسماك

 

أنا بحر تكرهه الأمواج

 

أنا بحر اجتر كل من يقاومني

 

انا بحر اشتهي الموت لمن يركب كل الزوارقي

 

وبرهة قررت أن ترتاح وجلست أمام البحر مباشرة وهي تردد في نفسها " أنا أنثى....تعيش بداخلها طفلة....تحب رجلا وتفتخر كثيرا به...تعشقه كثيرا...وتفخر برجولته دائما....ما أنا إلا أنثى ولما أخاف من كل شيء حولي ". تتمنى الفتاة أن يعود والدها فقط لتسمع همساته في أذنيها كما كان يفعل سابقا.....مرت الأيام والشهور والفتاة في حيرة من نفسها عن والدها لا تريد سوى رؤيته وان ترتمي في أحضانه ليس إلا فالفتاة تعيش عيشة جميلة 'مأكل...مشرب...ملبس...مأوى '.حياتها جميلة لكن ينقصها حضن دافئ وبعد لحظة وفي موجات البحر القليلة آتية بقارورة صغيرة بها ورق بالداخل إلى ارتمت فوق الرمال جانب الفتاة....كاترين لم تلحظ أي شيء وفي بضع دقائق هبت ريح صغيرة وإذ بالقارورة تتدحرج قليلا وارتطمت بها استدارت إذا وفي دهشة كاترين تحمل القارورة و فتحتها ما هي إلا رسالة مرسلة من والدها يقول فيها ( إلى فتاتي المدللة رحلت من البيت فقط للظروف الاجتماعية الصعبة التي نمر فيها...كاترين اعرف انك غادرت البيت والسبب زوجتي الثانية....كاترين أتعلمين غادرت البيت  بل مرضي الذي ازداد وخفت من قلقكم جميعا لذا قررت الرحيل دون معرفتكم ما بي....يافتاتي....يا قمري...ياوردة قلبي بهذه الرسالة أقول لك وقبل رحيلي عن الحياة اهتمي بنفسك ولا تغادري مكان ذكرياتك...احبك/والدك ( أرسلت يوم 12فبراير 1991) . بعدما أغلقت كاترين الرسالة ذرفت دموعا وبدون توقف وتوقفت لحظة فقط للتحقق من تاريخ إرسال الرسالة إذ بها فتحتها وهي تصدم بان التاريخ دام لسنة وتقول في نفسها تاريخ اليوم هو 13ابريل 1992 وتقول يا نفسي ااعيش الآن في كابوس أم أنا على ارض الواقع لما لم اذهب معه....لما الحياة قاسية معي من أنا .... متى الرحيل ...؟ وأفضل ألا أغمض عيني لأن ما أراه في أحلامي أبشع من الحقيقة....ياترى كيف ستكون نهايتي .... سعيدة أم الحزن سيلاحقني إلى الأبد ؟ "شرعت بالبكاء وهي في طريقها مسرعة إلى المنزل المجاور للبحر دخلت البيت تنظر  متأملة فراغ المنزل وتقول ( آه......كم الحياة قاسية معي......أصبحت يتيمة الحب.....في طفولتي كنت احلم كغيري أن أبقى مع والدي إلى الأبد...لكن الحياة سرقته مني وان ارسم قلبا احمرا لكنه ذبل بسرعة أدركت الآن أني طعنت بسهم اسمه الم الفراق ). " جلست وسط البهو وهي تشعر بحزن عميق أشعل نيران الفراق بداخلها وشرعت في بكاء شديد لا حس له وبكائها جعلها تستلقي على الأرض واضعة يدها على قلبها وبرهة نامت لشدة بكائها إلى غاية الصباح وبعدما استيقظت ظل الم امس يلازمها لشدة الصداع والبكاء....الحياة قاسية وبرهة اطلت من النافدة وهي تصرخ بصوت عال

 

    ايها البحر اتسمعني....انا كاترين

 

ايها البحر اتوق لرؤية امواجك

 

ايها البحر ارني غضبك

 

واجعل رمالك الذهبية تتطاير من شدة الريح

 

ايها البحر اناديك بدموع....اناديك من شدة حرقة الموت

انت يا بحر غرفة اسراري

وبعد صراخها العالي الذي اجتاح المكان باكمله...شعرت بفراغ حولها وبوحدة قاتلة غطت كل احاسيسها....ووضعت علامة استفهام في مخيلتها وقررت ترك ماضيها وتبدا من جديد لعل الحياة والنمط يخففان من ثقل المعاناة وفي بعض الاحيان تفكر في الانتحار او في هجرة المكان بدون ان تدرك ما ينتظرها....وبعد تفكير عميق قررت الخروج من العزلة والهجرة الى مكان بعيد لا يعرفها فيه من تعرف فسها وتقول بعد هذا التفكير

 

 

 

علمتني الحياة ان اعيش وحيدة بين الجدران

 

علمتني الحياة ان اعيش متخفية كمجرمة بين القطبان

 

ا




Copyright © 2011-2012. Tous droits réservés

Supprimer les publicités sur ce site pendant 1 an


Tous droits réservés